محامي صدام حسين يروي في كتاب جديد صدر في عمان مذكرات الرئيس العراقي السابق من محاولة اغتيال قاسم إلى إعدامه
عمان ـ - صدر في عمان الجزء الأول من مذكرات الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين الذي احتوى على مذكراته منذ العام 1959 والتي تروي قصته منذ تسلمه السلطة والحروب التي خاضها لحين سقوط بغداد واعتقاله من قبل الجيش الأميركي ثم إعدامه في 30 ديسمبر (كانون الأول) في أحد سجون بغداد.
ويقول المحامي خليل الدليمي الذي ألف الكتاب والذي سبق له أن التقى بصدام حسين 144 مرة منذ اعتقاله حتى قبل أيام قليلة من إعدامه إن "الكتاب الصادر عن "دار المنبر للطباعة المحدودة" في الخرطوم تحت عنوان "صدام حسين من الزنزانة الأميركية... هذا ما حدث" يتألف من 480 صفحة و27 فصلا وملاحق وصور مختلفة لصدام وعائلته".
وأضاف الدليمي، حسبما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية، أن "الكتاب يتضمن مذكرات صدام حسين ابتداء من العام 1959 عندما هاجم موكب الزعيم عبد الكريم قاسم في شارع الرشيد وسط بغداد إلى حين تسلمه السلطة، والحروب التي خاضها، والعلاقات العراقية ـ الأميركية". وتابع أن "الكتاب يتطرق كذلك إلى مشكلة الأكراد، وتأميم النفط العراقي، والحرب العراقية ـ الإيرانية (1980 ـ 1988)، وموضوع الكويت، ومن الذي كان السبب في كل ما جرى بتفاصيل دقيقة"، كما تطرق إلى الغزو العراقي للكويت في الثاني من أغسطس (آب) 1990.
ويقول الدليمي أن "هذه المذكرات أخذتها من صدام شفويا لأن الأميركيين كانوا يمنعون أي تداول للأوراق بيني وبينه فاضطر أن يحدثني عما جرى شفويا كي أدونه حال مغادرتي له".
وأشار الدليمي إلى أن "صدام حسين يتطرق في مذكراته إلى اللقاء الذي جرى (قبل غزو الكويت) مع السفيرة الأميركية لدى العراق أبريل غلاسبي وأحداث 11 سبتمبر (أيلول) في نيويورك، أين كان صدام وكيف سمع الخبر ولماذا لم يرسل برقية تعزية للأميركيين".
وقال إن "الكتاب يتطرق كذلك إلى سقوط بغداد في التاسع من أبريل (نيسان) 2003 بالتفصيل وأسباب هذا السقوط"، كما أن "الكتاب يتضمن فصلا كاملا عن قائد الحرس الجمهوري الفريق أول الركن سيف الدين الراوي الذي تحدث عن معركة المطار" في إشارة إلى مطار بغداد الدولي قبيل دخول القوات الأميركية إلى بغداد. وأوضح الدليمي أن "الكتاب يتطرق كذلك إلى ظروف اعتقاله وحياته داخل المعتقل وكيف كان يقضي يومه كإنسان عادي".
وبحسب مذكرات صدام، فإنه كان يقرأ القرآن ويصلي خمس مرات في اليوم خلال اعتقاله، وكان مهووسا بالنظافة ويدخن السيجار الكوبي الذي كان مولعا به ويمارس الرياضة في زنزانته الصغيرة.
ورفض الدليمي إعطاء المزيد من التفاصيل عما يتضمنه الكتاب، وقال: "أدعو كل الناس إلى اقتناء نسخة من هذا الكتاب كي يطلعوا على كل الحقائق كما هي من فم الرئيس الراحل صدام حسين". وأشار إلى أن "صدام تحدث عن كل شيء حتى إنه أوصى في مذكراته بالشخص الذي يمكن أن يتحمل المسؤولية من بعده".
وبحسب الدليمي فإن "المذكرات كاملة قد تصدر بثلاثة أجزاء قد تصل إلى ألفي صفحة، يتضمن الجزء الثاني منها مذكراته الخطية، أما الثالث فسيتضمن ديوانه الشعري". وقال إن "مذكرات صدام حسين تضم آلاف الصفحات، منها 400 صفحة بخط يده". وأضاف أن "المذكرات ستكشف للعالم كل ما حصل للعراق من قبل تولي صدام القيادة والسلطة في البلاد لغاية الاحتلال الأميركي".
وأوضح الدليمي أن "صدام كان مؤمنا بالقدر وكان يؤكد لي دوما أن الاحتلال ليس عبثيا، وأن رأسي ليس هو المقصود من وراء هذا الاحتلال إنما العراق والمنطقة".
وأظهرت تحقيقات نشرها مؤخرا مكتب التحقيقات الفيدرالية الأميركية (إف بي آي) أن صدام حسين بقي في بغداد إلى حين سقوط المدينة خلال الغزو الأميركي عام 2003.
ونشرت الـ"إف بي آي" ملخصا عن 27 مقابلة أجريت مع الرئيس الأسبق في الفترة من يناير (كانون الثاني) ويونيو (حزيران) 2004 ورفعت عنها السرية مؤخرا. وقال صدام إنه في نهاية أيام نظامه، وفي الوقت الذي اجتاحت فيه القوات الأميركية بغداد، بقي في المدينة حتى 10 أو 11 أبريل (نيسان) 2003 إلى حين تبين أن المدينة ستسقط بالتأكيد.
وبحسب الوثائق: "غادر صدام بعد ذلك بغداد وبدأ التخلي التدريجي عن حراسه الشخصيين، وقال لهم إنهم أكملوا مهمتهم، وذلك حتى لا يجلب الانتباه إليه".
وقد قبضت القوات الأميركية على صدام حسين في 13 ديسمبر (كانون الأول) من عام 2003 في قبو تحت الأرض في مزرعة تقع في بلدة الدور القريبة من مدينة تكريت (180 كلم شمال بغداد) مسقط رأسه، وهي المزرعة نفسها التي لجأ إليها بعد محاولة الاغتيال الفاشلة التي قام بها ضد عبد الكريم قاسم. وأعدم صدام حسين (69 عاما) في 30 ديسمبر (كانون الأول) 2006 شنقا في أحد سجون بغداد في أول أيام عيد الأضحى بعد إدانته بقتل 148 قرويا شيعيا من أهالي بلدة الدجيل (شمال بغداد) إثر تعرضه لمحاولة اغتيال فاشلة عام 1982. وصدام مدفون حاليا في قرية العوجة مسقط رأسه جنوب تكريت في محافظة صلاح الدين شمال بغداد.
عمار