الرياض - ، ا ف ب - قال محللون الاثنين ان العمليات السعودية ضد المتمردين الحوثيين على الحدود مع اليمن تشكل تحذيرا من جانب المملكة لايران بعدم التدخل في شؤونها، وكذلك للرئيس اليمني علي عبدالله صالح لحثه على ترتيب بيته الداخلي.
وشنت السعودية ضربات جوية وارضية على مواقع للحوثيين ونشرت قواتها على الحدود خلال الايام الماضية بعد مقتل عسكري سعودي بنيران متمردين تسللوا الى اراضي المملكة واستولوا على قرى حدودية صغيرة.
واعتبر المحللون ان السعودية اتخذت قرارها بالتدخل عسكريا بعد ان شعرت بمخاطر تحول النزاع مع الحوثيين في اليمن الى مشكلة ذات ابعاد اقليمية.
وقال المتخصص في الشؤون الامنية الخليجية في جامعة فرمونت الاميركية غريغوري غوز ان الرياض: "عانت من عدم الاستقرار على حدودها مع اليمن لفترة طويلة".
واضاف "برأيي، ان السعوديين يبعثون برسالة مفادها انهم باتوا يعتبرون (ما يحصل على الحدود) جزءا من جهود ايران لتعزيز نفوذها في المنطقة".
وبحسب خبراء امنيين، فان الرياض قدمت المساعدة للقوات اليمنية في حربها على المتمرديين الحوثيين التي بدأت آخر جولاتها في 11 آب (اغسطس) تحت اسم عملية "الارض المحروقة".
الا ان الضربات الجوية والمدفعية التي قد تكون شملت اهدافا داخل الاراضي اليمنية في محافظة صعدة، معقل التمرد، تظهر ان السعوديين قلقون ازاء ضعف حكومة الرئيس اليمني وما قد ينتج عن ذلك من فرص يستفيد منها خصومه بما في ذلك الانفصاليين الجنوبيين وتنظيم القاعدة.
وقال كريس بوتشيك من معهد كارنيغي للسلام العالمي في واشنطن ان: "اليمن يشكل مصدر القلق الاول بالنسبة للسعودية".
واضاف ان "الوضع المتدهور بسرعة في اليمن على مستوى الامن والاستقرار يهدد السعودية اولا واساسا، وكلما طالت الحرب في صعدة كلما ازدادت المخاطر".
والحدود الطويلة والوعرة بين السعودية واليمن لطالما شكلت مصدر قلق للملكة التي تضبط بشكل مستمر مهربي مخدرات وكحول واسحلة على هذه الحدود.
كما تتيح هذه الحدود الانتقال السهل للسكان الباحثين على العمل، الا ان الحركة تشمل ايضا، وخصوصا في الاشهر الماضية، تسربا لناشطي تنظيم القاعدة الذين باتوا يخططون لعمليات في المملكة انطلاقا من اليمن.
وفي 13 تشرين الاول (اكتوبر) الماضي قتلت قوى الامن السعودي ناشطين مطلوبين في منطقة جازان كانا يهربان من اليمن كميات ضخمة مة السلاح والمتفجرات والاحزمة الناسفة.
وبحسب المراقبين، فقد خاب ظن السعوديين ازاء عدم قدرة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح على القضاء على الحوثيين بعد خمس سنوات من النزاع.
وقالت نشرة "غلف ستيتس نيوزليتر" الامنية ان الرياض كانت تقدم لعملية "الارض المحروقة" 1,2 مليون دولار شهريا اضافة الى معلومات استخبارية.
وذكرت النشرة ان المدفعية السعودية والمروحيات قصفت في 19 تشرين الاول (اكتوبر) الماضي للمرة الاولى مواقع للحوثيين على الحدود.
وقال مدير تحرير النشرة جون ماركس: "اننا نعتقد ان قوة (الحوثيين) ليست كبيرة جدا الا انهم نجحوا في ابقاء الحرب دائرة، وذلك بسبب ضعف الرئيس صالح اكثر من اي شيء آخر".
وذكر ماركس في حديث مع وكالة "فرانس برس" ان الغارات الجوية السعودية هذا الاسبوع "قد تكون رد فعل مبالغ فيه بالنسبة لحادثة واحدة الا انها تشكل مؤشرا قويا على ان الكيل طفح بالنسبة للمملكة".
واضاف "هناك خيبة متزايدة ازاء قدرات صالح في الحكم".
الا ان الوضع على الحدود بالنسبة لماركس هو جزء من صورة اكبر تتعلق "بالانتقال الى حرب باردة جديدة" بين السعودية وحلفائها من جهة، وايران من جهة اخرى.
واشار المحلل الى ان السعودية ودول خليجية اخرى تخشى من ان تستخدم ايران النزاع مع الحوثيين لاثارة مزيد من المشاكل في المنطقة.
واتهمت صنعاء مرارا اطرافا في ايران بدعم الحوثيين متجنبة اتهام النظام الايراني مباشرة، كما اعلنت الشهر الماضي انها القت القبض على خمسة ايرانيين كانوا يحاولون تهريب الاسلحة عبر البحر للمتمردين الزديين.
وفي الاشهر الماضية، حذرت وسائل اعلام قريبة من السلطة في السعودية من محاولات مفترضة لايران لتعزيز نفوذها في البحر الاحمر الذي تعتبره السعودية مجالا امنيا حيويا.
الا انه وبالرغم من تعاطف بعض الاعلام الايراني مع الحوثيين، لا يرى المحللون ادلة قوية على ضلوع طهران مباشرة في النزاع مع الحوثيين.
وفي هذا السياق، قال مصدر سعودي رسمي "ربما يقدم (الايرانيون للحوثيين) بعض المال، الا انهم يعرفون حدودهم".
عمار